لتحقيق السعودة تحويل الجامعات (لمعاهد مهنية) !؟

يجب أن نعترف بأن كم الخريجين في جامعاتنا لا يتسق وسوق العمل إذ لم تعد الكثير من التخصصات مطلوبة لا بل باتت فائضة ومنذ زمن فالطلب أصبح لجهة التخصصات المهنية والحرفية بأشكالها وألوانها .. ليس ذلك وحسب بل أصبح ذلك يشكل حجة و(ذريعة) لبعض أرباب القطاعات الخاصة لعدم توظيف السعوديين بوصفهم لا يملكون مؤهلات مهنية مُكتفين بحصولهم على شهادات جامعية ! وبمقتضاه ومن منطلق توطين الوظائف ولقطع الطريق على هؤلاء يتعين الإستغناء عن الكثير من التخصصات في الجامعات أو تقليصها إن صح التعبير وتحديداً غير المطلوبة ويحل محلها معاهد أو كليات تدريبية أياً كانت التسمية غاية الأمر تدشين صروح "نوعية" تُعنى وتغطي كافة التخصصات ذات الطابع المهني والأهم أن تواكب السوق وتلبي احتياجاته وهذا يتطلب من جملة ما يتطلب دراسة دقيقة مُقننة ومحسوبة سلفاً لجهة استيعاب السوق حتى لا نقع في ذات الإشكالية (دوران البطالة) والاكتفاء لجهة الجامعات فقط ببعض التخصصات التي لا تزال مطلوبة خصوصاً إذا علمنا أن المعاهد الموجودة محدودة ولا تفي بالغرض شريطة أن يكون القبول بهذه المعاهد ميسراً للحاصلين على الثانوية وبكلمة أوضح : لا يستوجب نسب ومعدلات عالية وذلك لاستقطاب وتأهيل أكبر عدد من المواطنين .. فلا يخفى أن التوجه للصناعات بتضاعيفها هو السائد والراجح في الراهن وربما إلي أمد بعيد فلا بد من محاكاة الواقع والتماهي معه عملياً وإلا سوف نظل ندور في ذات الحلقة المُفرغة.